يستعد المعهد العالي للدراسات البحرية ليعيش الأسبوع المقبل حفلا جديدا هو الثاني من نوعه في ظرف أقل من ستة أشهر و الذي ستصرف خلاله الملايين على الحفلات و الحلويات و المأكولات وذلك تحت مسمى الملتقى البحري.
وقد جند لهذا الغرض، مجموعة من الأطقم من داخل المعهد و من خارجه لاستجلاب المحتضنين والمساندين بمبالغ تفوق كل التوقعات و كأنه ملف لاحتضان كأس العالم و ليس ملتقى دو أهداف غير ربحية في دورته الأولى.
و تصل المساهمات المقترحة على الشركات الاحتضان الملتقى أو المشاركة فيه إلى حوالي 100.000,00 درهم للمحتضن الرسمي. أي أن الملتقى سيدر على أصحابه الملايين، و هنا تظهر النية التجاريةحيث أن التكلفة الحقيقية للتنظيم لن تتجاوز حتى نصف ما سؤديه مساند واحد بما أن الملتقى سيقام على أرضية المعهد و الاعتماد على وسائله الذاتية.
يبدو أن المعهد العالي للدراسات البحرية أصبح اليوم أصل تجاري يسترزق على ظهره الناس و بإشراف الوزارة الوصية و بمباركتها، فلا نحن سمعنا عن احتضان المعهد لندوات فكرية أو علمية تسائل عن واقع القطاع أو كيفية تكييف التكوين مع التحديات الجديدة لسوق العمل و لا نحن سمعنا عن انفتاح على المهنيين في إطار مجلس المؤسسة الذي يفرضه القانون 00-01 كل هذا يجري و المئات من البحارة يعيشون التشرد و الإهمال أو يشتغلون في ظروف مزرية تحت أنظار المديرية الوصية بدون استحياء هم الذين أرادوا من المعهد يوما فقط مجانية التكوين STCW لكن إدارة المعهد رفضت ذلك بشكل قطعي بحجية ضرورة الأداء.
اللهم استرنا و استر عوراتنا.