يبدو أنه ليست إيران وحدها التي تحتفي هذه الأيام بسقوط العواصم العربية الأصيلة واحدة تلوى الأخرى في قبضتها بل جارتنا الشمالية كذلك.
فبعد محاولة تخريب دينامية ميناء طنجة المتوسط عن طريق تأطير غير مباشر لإضرابات عمالية لا أساس لها سنة 2011 حد منها تدخل أجهزتنا الأمنية المختصة، و إستهداف الأسطول البحري للمملكة عن طريق تركيعه بغرامات مالية مهمة نفس السنة قبل إفلاسه سنة 2012، و تعطيل الاستراتيجية البحرية الجديدة للمملكة عن طريق إفشال بلورتها عن طريق مكتب دراسات مشكوك في ولائه للمصالح المغربية، جاء اليوم الدور على آخر قلاع قطاعنا البحري لتسقط كالفاكهة الناضجة بأيادي معادية.
وقد تم هذا الأمر الذي بدأ منذ مدة، باختراق هرم مركز القرار البحري المغربي الذي أسند لأول مرة في التاريخ، لمسؤول كل مصالحه المهنية و الشخصية، الحاضرة و المستقبلية بيد جيراننا في الشمال و الذين يدين لهم بالمأكل و المسكن و الملبس، بالدراسة و التجوال.
اليوم و قد اكتملت المصيبة و انقلبت الآية و أسندت الأمور إلى غير أهلها، فلقد أخد القرار و طبق حكم إعدام قطاع النقل البحري المغربي بفصل رأسه عن جسده و تعطيل حركته و تشليل هياكله و ما بقي للقوم إلا الدعاء و الاستنجاد "يا محمداه".