في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، قام السيد إبراهيم بودينار، الكاتب العام لكتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري، يوم الثلاثاء 4 نونبر 2025، بزيارة رسمية إلى إقليم بوجدور، بحضور السلطات المحلية والمنتخبين والأعيان، إلى جانب ممثلي مهنيي قطاع الصيد البحري وعدد من الشركاء المؤسساتيين.
وقد أشرف السيد الكاتب العام خلال هذه الزيارة على إعطاء الانطلاقة الرسمية للمعرض الجهوي للصيد البحري ببوجدور، المنظم من طرف المهنيين بشراكة مع مندوبية الصيد البحري. ويأتي هذا الحدث تخليداً لهذه المناسبة الوطنية الغالية، وإبرازاً لغنى القطاع البحري المحلي ومكانته في تعزيز الاقتصاد الأزرق المستدام والتنافسي، وكذا كفضاء للتواصل وتبادل الخبرات بين المؤسسات العمومية والمقاولات والتعاونيات والجمعيات المهنية.
كما ترأس السيد الكاتب العام حفل تدشين المقر الجديد لمندوبية الصيد البحري ببوجدور، بحضور مسؤولي القطاع على المستوى المحلي. وتندرج هذه البنية الإدارية الحديثة ضمن سياسة القرب الإداري التي ينهجها قطاع الصيد البحري، من خلال تحسين ظروف العمل، وتجويد الخدمات المقدمة للمهنيين، وتيسير التواصل المباشر مع المرتفقين.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد السيد الكاتب العام أن هذه المشاريع تأتي لمواكبة الدينامية التنموية التي يعرفها الإقليم، في انسجام تام مع السياسات العمومية الهادفة إلى تثمين الثروات البحرية وتشجيع الاستثمار المنتج في القطاع، مبرزاً أن هذه المنجزات تجسد الرؤية المتبصّرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيّده، الهادفة إلى تحقيق تنمية مندمجة وشاملة بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وشمل برنامج الزيارة كذلك جولة ميدانية بوحدتين صناعيتين متخصصتين في تحويل وتثمين المنتجات البحرية، ويتعلق الأمر بـ:
شركة "Nouvelle Conserverie de Boujdour"، المحدثة سنة 2020 باستثمار قدره 150 مليون درهم على مساحة تبلغ 7.758 متر مربع، وبطاقة إنتاجية تصل إلى 250 ألف علبة يومياً، وتشغّل 31 عاملاً قاراً و200 عاملاً موسمياً.
شركة "TOUFA FOOD SARL"، التي تم إنشاؤها سنة 2021 على مساحة 13.096 متر مربع، باستثمار إجمالي يناهز 217 مليون درهم، وبطاقة إنتاجية تبلغ 570 ألف علبة يومياً، أي ما يعادل 150 مليون علبة سنوياً، وتشغّل 55 عاملاً قاراً و650 عاملاً موسمياً.
وتعكس هاتان الوحدتان الصناعية الدينامية التي يعرفها قطاع تثمين المنتجات البحرية بإقليم بوجدور، باعتباره أحد الأقطاب الرئيسية على الصعيد الوطني.
ويُشار إلى أن الدائرة البحرية لبوجدور تضم حالياً 738 قارباً تقليدياً، و28 مركباً لصيد السردين، و60 سفينة صيد بالخيوط الطويلة، ويشتغل بها أكثر من 3.400 بحار. كما تتوفر على ثلاث قرى للصيادين (سيدي الغازي، أفتيسات، والكرع) مجهزة بأسواق لبيع السمك، ومعامل للثلج، ومستودعات للتبريد، ومحطات للتزود بالوقود، وورشات للصيانة والإصلاح.
ويحتضن الإقليم كذلك منطقتين صناعيتين هما الفتح وMEDZ، تضمان 31 قطعة مخصصة لمشاريع تثمين المنتجات البحرية. وقد بلغ الإنتاج البحري سنة 2024 ما مجموعه 85.289 طناً بقيمة 1,2 مليار درهم، مما يعكس الحيوية الاقتصادية التي يعرفها الإقليم ومساهمته في دعم التنمية الجهوية والمستدامة.