الإشارات القوية للملك محمد السادس للوزير عزيز رباح

Portuaire
Typography

صاحب الجلالة محمد السادس يترأس حفل توقيع اتفاقيات تمويل مشروع وصال ميناء الدرا البيضاءلم يجد السيد عزيز الرباح وزير التجهيز و النقل و اللوجستيك أي حرج في الاعتراف خلال لقاء جمعه الأسبوع الماضي مع مجموعة من الفعاليات بإقليم الناظور بأن تأخر انطلاق عمليات إنجاز المركب المينائي الطاقي NADOR WEST MED يرجع إلى عدم مصادقة جلالة الملك محمد السادس على التصاميم المقترحة من طرف شركة NADOR WEST MED SA التي يرأسها الخبير بالتسيير المينائي السيد محمد جمال بن جلون و الذي استعان بأكبر مكاتب الدراسات و أكثرها كلفة لمواكبته في تصميم هذا المشروع الضخم و المهيكل لاقتصاد المملكة.

 و يعتبر بوح السيد الوزير بهذا المعطى، اعتراف صريح بفشل فريق عمل شركة NADOR WEST MED SA في مواكبة هذا المشروع الملكي الضخم وذلك رغم الميزانية المعتبرة التي جندت له، لكن المعطى الأهم الذي استخلصه العديد من المتتبعين هو الإشارات القوية التي بعت بها جلالة الملك إلى من يهمه الأمر و خاصة وزيره في التجهيز و النقل من خلال أمر جلالته بإعادة النظر في التصاميم المقترحة و هي كالتالي:

-لايمكن اليوم للمغرب الذي اكتسب خبرة أكيدة في تصميم و بناء و تسيير الموانئ على المستوى العالمي أن يعيد تكرار أخطاء الماضي في قطاع الموانئ من خلال الاعتماد فقط على آراء و استشارات مكاتب الخبرة أو الدراسات الأجنبية فلو تم ذلك سابقا لكان المركب المينائي لطنجة المتوسط قد تم إنجازه على الضفة الأطلسية لطنجة من طرف شركة BOUYGUES و لربما لما كان عرف النجاح الذي يحققه اليوم. إن القرار الجريئ الذي اتخذه آنذاك جلالة الملك محمد السادس بتحويل المركب المينائي لطنجة إلى الضفة المتوسطية رغم أن الدراسات التقنية للخبراء كانت تأكد على نجاعته بالضفة الأطلسية ليشكل درسا في هندسة المشاريع المينائية، حيث أنه في مثل هذه المشاريع لا يجب استحضار البعد التقني المحض بل كذلك البعد الاجتماعي و الاقتصادي و الآثار المهيكلة للمشروع و مواكبته لحاجيات المستعملين.

-اليوم كم البارحة، يجدد جلالة الملك محمد السادس نهجه في النظرة النقدية الاستشرافية للمشاريع المينائية الكبرى للمملكة، فرغم التأخر الذي قد يعرفه إنجاز مشروع NADOR WEST MED فبفضل حكمته و خبرته، هو الذي منذ أكثر من 15 سنة يواكب و يتتبع جميع المشاريع المينائية بالمملكة، ارتأ جلالته أنه لا يجب الخلط بين السرعة و التسرع و هنا الإشارة القوية الثانية لجلالته للسيد الوزير عزيز الرباح و إلى من يهمه الأمر كذلك، بأن زمن إنجاز هذه المشاريع الكبرى لا يرتبط بأجندات بعض الموظفين الذين يهمهم فقط على المدى القصير إطلاق طلبات عروض إنجاز هذه المشاريع للتأشير على ميزانيتها الكبرى بل إن توقيت إنجازها هو قرار سيادي بامتياز يراعي فقط المصلحة التنموية للمملكة

من هذه الدروس الملكية في هندسة المشاريع و التي تتعلق بالتصاميم المعتمدة للمشاريع المينائية و توقيت إنجازها، لم يبقى لوزرائنا حجية للاختباء وراء آراء الموظفين أو مكاتب الدراسات لاتخاذ قرارات بشأن المشاريع التي لم تكتمل الصورة الناصعة بشأنها، اللهم إن كانوا لا يتقون في قدراتهم الذاتية أو في ذكائهم الفطري و تلك مصيبة أخرى.

 https://www.youtube.com/watch?v=97E0al5r65c

Pour réagir à ce post merci de vous connecter ou s'inscrire si vous n'avez pas encore de compte.