الدكتور العلمي كان أستاذا للغة العربية تخصص البلاغة والبيان، وقد تتلمذ على يده عدد من الاساتذة في هذا المجال وعدد من أئمة المساجد.
وقد اقتحم مجال تفسير القرآن الكريم، ممثلا مدرسة فريدة في هذا الباب وهي المدخل اللغوي كأساس في التفسير بالإضافة إلى تفسير القرآن بالقرآن، وبفضل تخصصه اللغوي فتح الله عليه في هذا المجال، فأزال الستار عن مجموعة من الأمور الغامضة. له دراسات ومؤلفات عديدة في هذا الميدان، كان ينشرها ولم يكن يبيعها، بل يهديها في سبيل الله.
علاقته بالمعهد:
كان أستاذا للغة العربية طيلة سنوات قبل ان تحذف المادة من البرامج المدرسة بالمعهد. يعرفه كل أفواج زملائنا الضباط الذين عاصروه. لكن الأهم أنه كان مؤثرا في حياتنا بفضل توجيهه ونصائحه، وتصحيحه لمفاهيمنا الخاطئة أنذاك ونحن شباب. يقر العديد من إخواننا أنهم وجدوا طريق الاستقامة بفضل الله وفضل الأستاذ.
بعد مغادرتنا المعهد استمر العديد من الإخوان في التردد عليه بمسجد الرضوان ببوسيجور حيث كان خطيبا للجمعة، ويلقي دروسا خصوصا في رمضان بين العشاءين.
علمنا في فترة الحجر الصحي ان لديه مشروع "جنان القرآن" وهي مدرسة لعلوم القرآن كان ينوي أن يقيمها في تافيلالت، البلاد التي نشأ فيها. وقررنا الالتحاق بهذا المشروع دعما لهذا العمل المبارك.
وكما تابع معظمكم، كان الأخ محمد الحجام ينظم حلقات للقرآن نسمع فيها تلاوة من بعض القراء بالإضافة إلى كلمة توجيهية للأستاذ.
وقد شارك معنا في تأبين أخينا حدة حيث نوه بإخلاص الأصدقاء ووفائهم.
تم تسجيل بضع وعشرين حلقة من اللقاءات وهي موجودة على يوتوب في قناة تحمل إسم جنان القرآن. وخلال الحلقة الأخيرة التي سجلت يوم المولد النبوي، ظهر الأستاذ وهو يسعل.
كانت تلك أعراض إصابته.
قبل يومين نقل إلى إحدى مصحات البيضاء بعد ازمة تنفسية حادة، وتم وضعه في الإنعاش. وتوفي صباح هذا اليوم.
رحم الله أستاذنا، وأسكنه مع النبيئين والصدقين والشهداء
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
Pour réagir à ce post merci de vous connecter ou s'inscrire si vous n'avez pas encore de compte.