ماذا لو كان حل نزاع الصحراء بصيغة لا غالب ولا مغلوب. فبين مقترح الحكم الذاتي للمملكة و تشبث جبهة البوليساريو باستفتاء تقرير المصير يبدو أن لا أحد من طرفي النزاع يريد أن يستكين للحل المقترح من طرف الآخر خوفا من أن يفقد ماء الوجه بمنطق التاريخ فقط.
في مجال النقل البحري، تواجه الدول باستمرار إشكالية مماثلة تكمن في ضرورة التوفر على أسطول بحري يحمل العلم الوطني، لكن بمواصفات تسمح له بأن يكون تنافسيا بالمقارنة مع الأساطيل الأجنبية على المستوى التنظيمي و الجبائي.
و قد لجأت العديد من الدول الأوروبية مثلا إلى خلق ما يسمى بالعلم حر أو مفتوح التسجيل و الذي يسمح بتسجيل سفنها التجارية تحت علمها لكن بشروط تنظيمية و جبائية ميسرة.
و هذا المنطق ليس جديدا على المغرب، بحيث نتذكر أن مدينة طنجة مثلا، كان لها قبل الاستقلال وضعا خاصا كمنطقة دولية داخل التراب الوطني، و يمكن أن نعتبر إلى حدود اليوم، أن المقاولات المنشأة بالمناطق الحرة المالية أو الصناعية أو اللوجستية كتمظهر جديد لهذا المفهوم.
فماذا لو ان حل نزاع الصحراء يستلهم الحل من مفهوم العلم الحر المعمول به في مجال النقل البحري، لكن مع تكييفه مع طبيعة هذا الصراع المغاربي في جوهره. ماذا لو كان الصحراويون أول المغاربيين؟ بحيث عوض إحداث دولة سادسة في منطقة المغرب العربي، نفعل جنسية سادسة تكون هي العلم الحر المغاربي و تمكن حاملي هذه الجنسية من الحريات الخمس التي طالما ناشدوا بها الآباء المؤسسون لفكرة المغرب العربي و هي:حرية التنقل ببطاقة الهوية والعمل والإقامة دون ترخيص مسبق وحرية التملّك والمشاركة في الانتخابات البلدية.
هذا الحل يجد كذلك شرعيته، في كون العديد من الصحراويين هم اليوم حاملين اصلا لجنسيات دول مغاربية كالمغرب، موريتانيا و الجزائر فما سيغيضهم حمل جنسية مغاربية جامعة لكل تلك الجنسيات.
فبهذا الحل، لن تبقى قضية الصحراء ذلك المشكل الذي يعطل الاندماج المغاربي، بل على العكس ستصبح المفتاح الذي يسرع بتنزيله.
كما أن الصحراويون و خاصة المتواجدين بالمخيمات لن يضيرهم استبدال حلم "الجمهورية الصحراوية" الذي أصبح مستحيلا عمليا، بحلم اكبر و أكثر واقعية و هو بناء اتحاد المغرب العربي و الذين سيكونون أول مواطنيه.
Pour réagir à ce post merci de vous connecter ou s'inscrire si vous n'avez pas encore de compte.